إدارة الذات تبدأ من المعرفة
لا يمكن للفرد أن يقوم بإدارة شئ أو شخص إلا إذا عرفه بالقدر الذي يحقق له استخدام مهارات الإدارة وتفعيل أدواته المختلفة لتحقيق الإدارة الجيدة
فالمعرفة هي إمكانية أساسية لتحقيق ما يليها من خطوات من قبيل الوعي ثم الإدارة . والإنسان في سعيه لإدارة كل ما حوله لتطويعه لمصلحته في سبيل تحقيق أهدافه يجاهد في معرفة هذه الأمور ويشغل قدراً كبيراً من حياته في طلب المعرفة لهذه الأمور فيبذل في ذلك الجهد والوقت والمال .
إلا أنه مع ذلك يغفل أهم وسيلة لتحقيق هذه المعرفة وأهم أمر يجب أن يلم بالمعرفة الكاملة به وبمكوناته وما تحويه من خصائص وقدرات ومهارات وما يعتمل داخلها من صراعات وهى
" ذاته " فالمعرفة بالذات شرطاً أساسياً لتحقيق الوعي بها ومن ثم إدارتها وإدارة المجالات التي تعمل فيها هذه الذات .
والمعرفة بالذات تتضمن ما يلي :
1- الإلمام بجوانب القوة والضعف فيها .
2- الإلمام بما تحويه من قدرات عقلية تظهر من خلال المواقف المختلفة .
3- الإلمام بالخصائص والسمات الشخصية التي تميز الذات عن غيرها من ميل للتواجد مع الناس أو المرونة الشخصية أو ...
4- الإلمام بما يحرك الذات ويؤثر فى توجيه مكنوناتها .
5- الإلمام بالأساليب السلوكية التي تميل الشخصية اللجوء لها في المواقف المختلفة ، فهل تميل
إلى المواجهة والمصارحة للمواقف أم البعد والانعزال حتى يمر الموقف بسلام أو بغير ذلك .
6 - الإلمام بنوعية الشخصيات التي تتوافق مع الذات ومع ظهورها يحدث نوع من الانسجام والتناغم بين الذات وبينها .
ولهذه المعرفة أهمية كبرى في حياة الفرد ، فهل نتخيل أن يدخل جيش معركة وهو لا يعرف عداده وقوته ؟!!
في هذه الحالة سوف تكون احتمالية الخسارة أكبر ، فعدم معرفة إمكانات الفرد واستعداداته الذاتية لن يمكنه من التخطيط لها .. ويصبح من السهل أن يدخل فيما لا يتناسب معه ، وبالتالي لا يتحقق الإشباع المرجو أو الأهداف المخطط لها .
بل أن التخطيط للأهداف لا يتأتى إلا من خلال معرفة حقيقة بالذات قبل المعرفة بالأخر باعتبارها الأساس ..
ويبقى السؤال : كيف السبيل إلى معرفة الذات ؟؟
لا يمكن للفرد أن يقوم بإدارة شئ أو شخص إلا إذا عرفه بالقدر الذي يحقق له استخدام مهارات الإدارة وتفعيل أدواته المختلفة لتحقيق الإدارة الجيدة
فالمعرفة هي إمكانية أساسية لتحقيق ما يليها من خطوات من قبيل الوعي ثم الإدارة . والإنسان في سعيه لإدارة كل ما حوله لتطويعه لمصلحته في سبيل تحقيق أهدافه يجاهد في معرفة هذه الأمور ويشغل قدراً كبيراً من حياته في طلب المعرفة لهذه الأمور فيبذل في ذلك الجهد والوقت والمال .
إلا أنه مع ذلك يغفل أهم وسيلة لتحقيق هذه المعرفة وأهم أمر يجب أن يلم بالمعرفة الكاملة به وبمكوناته وما تحويه من خصائص وقدرات ومهارات وما يعتمل داخلها من صراعات وهى
" ذاته " فالمعرفة بالذات شرطاً أساسياً لتحقيق الوعي بها ومن ثم إدارتها وإدارة المجالات التي تعمل فيها هذه الذات .
والمعرفة بالذات تتضمن ما يلي :
1- الإلمام بجوانب القوة والضعف فيها .
2- الإلمام بما تحويه من قدرات عقلية تظهر من خلال المواقف المختلفة .
3- الإلمام بالخصائص والسمات الشخصية التي تميز الذات عن غيرها من ميل للتواجد مع الناس أو المرونة الشخصية أو ...
4- الإلمام بما يحرك الذات ويؤثر فى توجيه مكنوناتها .
5- الإلمام بالأساليب السلوكية التي تميل الشخصية اللجوء لها في المواقف المختلفة ، فهل تميل
إلى المواجهة والمصارحة للمواقف أم البعد والانعزال حتى يمر الموقف بسلام أو بغير ذلك .
6 - الإلمام بنوعية الشخصيات التي تتوافق مع الذات ومع ظهورها يحدث نوع من الانسجام والتناغم بين الذات وبينها .
ولهذه المعرفة أهمية كبرى في حياة الفرد ، فهل نتخيل أن يدخل جيش معركة وهو لا يعرف عداده وقوته ؟!!
في هذه الحالة سوف تكون احتمالية الخسارة أكبر ، فعدم معرفة إمكانات الفرد واستعداداته الذاتية لن يمكنه من التخطيط لها .. ويصبح من السهل أن يدخل فيما لا يتناسب معه ، وبالتالي لا يتحقق الإشباع المرجو أو الأهداف المخطط لها .
بل أن التخطيط للأهداف لا يتأتى إلا من خلال معرفة حقيقة بالذات قبل المعرفة بالأخر باعتبارها الأساس ..
ويبقى السؤال : كيف السبيل إلى معرفة الذات ؟؟
الجزء الثاني"من أنت" ؟؟
هناك عدة اتجاهات فى معرفة الفرد بذاته .. وسوف نتناول كل منها بغض النظر عن النظرية أو المنحى النظرى الذى تنطلق منه ..
الطريقة الأولى لمعرفة الذات: (المال.. والجهد.. والوقت..)
وفى هذه الطريقة يقوم الشخص الذى يريد معرفة ذاته بمراجعة ما يقوم به .. ليتعرف على اهتماماته ، ومعتقداته ، والقيم التى تحركه ، وهى فى مجملها أمور ترسم للشخص صورة عن ذاته ..
ولكى يتعرف الشخص على هذه الأمور فيحدد القيم الأكثر أهمية بالنسبة له ، والمعتقدات والاهتمامات ، فعليه أن يدقق فى الأمور الثلاثة ، ماله .. وجهده ... ووقته .. ماهى الموضوعات التى يصرف فيها الجانب الأكثر من المال والجهد والوقت .. فإذا كان يصرفها مثلاُ فى مجال البحث العلمى ، فهو كذلك .. أى شخص يميل للبحث العلمى ومعرفة الحقائق العلمية ، وإن كان يصرفها فى التعرف على الناس وخدمتهم ، فهو شخص اجتماعى ، يشغل الناس قدراً من حياته . وهكذا .. فالمال والجهد والوقت هى ممتلكات الشخص الثمينة ، التى يغلب أن يتجه إلى صرفها فى الأمور التى تشغله ، تبعاً للقيم والمعتقدات التى تشكل شخصيته ..ولكى تتعرف على ذاتك بصورة دقيقة ، يمكنك ترتيب هذه الأمور التى تصرف فيها ممتلكاتك الثلاث بصورة تنازلية أى من الأعلى فالأقل ، فما تصرف فيه معظم هذه الممتلكات هو أهم قيمك ومعتقداتك ومحركاتك الشخصية ، والأقل درجة يأتى فى المرتبة الثانية ، وهكذا .. إلى أن تصل إلى تقسيم يشمل كل ما يخصك وبالدرجة التى تشغلها لديك فيكون ذلك مؤشراً لمن أنت ، ومؤشراً لطبيعتك الشخصية ، بل والمداخل التى يمكن من خلالها التأثير عليك .
الطريقة الثانية فى معرفة الذات : (أنــــت .. والأخريـــــــــــن)
الإنسان كائن اجتماعى ، يعيش فى حالة تواصل بالأخرين طوال الوقت ، فهو لا يملك إلا أن يكون كذلك ..
وعلى هذا فالأخرين من حوله يستطيعون أن يرسموا له صورة شخصية ليست بعيدة بدرجة كبيرة عن ذاته الحقيقية ..
خاصة إذا تنوع هؤلاء ، واختلفوا فى درجة وطبيعة العلاقة التى تربطهم بك .. ولذلك فإن هذه الطريقة تقوم على ما يلى :
أن تسأل عدد كبير من الأشخاص من حولك والذين تربطك بهم علاقات مختلفة ، عمل .. صداقة .. أسرة .. جيرة .. ، وتتضمن المجموعة أشكال متنوعة من الشخصيات ، كلما استطعت ذلك ، فتجمع الشخص الانبساطى والانطوائى ، الهادئ والعصبى وغيرها من الشخصيات ..................
ثم تقوم بسؤالهم أن يكتبوا لك ، أو يذكروا لك خصائصك وسماتك التى يرونها من خلال تعاملهم معك .. سواء كانت ايجابية أو سلبية
وعلى الجانب الأخر : تقوم أنت بعمل نفس الشئ ، وهو أن تكتب عنك وبمنتهى الصدق – قدر الإمكان – ما ترى أنه يمثلك من خصائص وقدرات واستعدادات وقيم ومعتقدات ..
ثم .... تجمع ماكتبه الناس لك .. وترى المشترك بينه وتضعه فى جدول بمفرده ، وأترك الذى لم يتفق عليه نسبة أكثر من 50% من الأفراد ، وذلك بالطبع لأنك ستجد اختلافات كبيرة ، فكل شخص سيدركك بذاته ، فالعصبى ربما يراك هادئ .. أو سلبى ، وشديد الإنساطية ربما يراك منطوياً .. وهكذا .. لذلك عليك بأن تجمع فقط ما اجتمع عليه معظم الناس ..
وهنا .... سيكون تجمع لديك ورقتان : الأولى .. ما اتفق عليه معظم الناس على أنها خصائصك
الورقة الثانية : هى التى كتبتها أنت باعتبارها تحوى خصائصك الشخصية كما تدركها أنت ..
ومن خلال المقارنة ، ستجد : من أنت ؟؟ وستتعرف على ذاتك ..
فمن الصعب على أن الناس من حولك - باختلافهم وباختلاف المواقف التى تجمعك بهم - يجمعون على خاصية لديك ، وهى لا تمثل جزء منك ، حتى ولو جزء بسيط .
ستتعلم شئ أخر من هذه الطريقة .. وهو ، أنك من خلال مقارنتك بين ورقتك التى كتبتها أنت عن نفسك وبين تلك التى جمعتها من الناس ، ستعرف كيف تظهر نفسك للناس ، كيف يرونك ، ماهى الرسائل التى تصلهم منك .. ماهى الصورة التى يرسمونها لك ، وبالتالى يختارون الطريقة التى يتعاملون بها معك ..
وهنا ... لن تتوقف الفائدة على معرفتك لذاتك فقط ، بل ستتخطى ذلك لتجيب على أسئلة ربما شغلتك ، لماذا حدث هذا التصرف من ذلك الشخص ؟؟ لماذا رد فعل فلان كان فى الموقف بهذه الطريقة ؟؟
ستجد الإجابة: أنه يحاول أن يتوافق مع ما أظهرته أنت له من خصائص وسمات لديك ..
ونعطى مثال توضيحى لذلك يضحكنى كثيراً ، وأعتبره معبراً عما نقول وهو :
كانت لدى فتاة مراهقة يستشيرنى أهلها فى أمرها ، وهى تتحدث عن أنه لا يوجد من يحبها ، ولا يسعى لإسعادها ، فحتى الهدايا التى يحضرونها لها لا تعجبها ..
وتذكرت موقف محدد .. فسألتها عنه ، فقالت: صديقة ماما كل عيد ميلاد تحضر لى كتاباً، وأنا لا أحب الكتب، وأتمنى لو تأتى لى بهدية أخرى، يبدو أنها لا تحبنى ..
فراجعت معها علاقتها بصديقة والدتها.. فوجدت أنها كلما تحدثت فى التليفون وتحدثت إليها قالت لها أنها تقرأ فى كتاب، وكلما جاءات لزيارتهم، ولكى تهرب الفتاة من الجلوس مع صديقة أمها تمسك فى يدها أحد الكتب من المنزل وتجلس وكأنها تقرأه بشغف ..
فذكرت لها.. إذا تصرف أحد أمامك هكذا، بما ستصفيه؟؟ فقالت: يحب القراءة !!
فقولت لها وإن كنتى تحبيه، وتريدى أن تسعديه فماذا تحضرى له هدية، فقالت كتاباً!!!!!!
وتوقف الحديث لأنها أدركت ما أردت أن أقوله، فما نظهره لمن حولنا .. هو الى يدفعهم للتعامل معنا بطريقة دون الأخرى .. لكى يكسبوا ودنا، ويتواصلوا معنا بشكل أفضل ..
فتعرف على ذاتك .. واظهرها بالطريقة التى ترغب أن يتعامل بك الناس على أساسها
الطريقة الأولى لمعرفة الذات: (المال.. والجهد.. والوقت..)
وفى هذه الطريقة يقوم الشخص الذى يريد معرفة ذاته بمراجعة ما يقوم به .. ليتعرف على اهتماماته ، ومعتقداته ، والقيم التى تحركه ، وهى فى مجملها أمور ترسم للشخص صورة عن ذاته ..
ولكى يتعرف الشخص على هذه الأمور فيحدد القيم الأكثر أهمية بالنسبة له ، والمعتقدات والاهتمامات ، فعليه أن يدقق فى الأمور الثلاثة ، ماله .. وجهده ... ووقته .. ماهى الموضوعات التى يصرف فيها الجانب الأكثر من المال والجهد والوقت .. فإذا كان يصرفها مثلاُ فى مجال البحث العلمى ، فهو كذلك .. أى شخص يميل للبحث العلمى ومعرفة الحقائق العلمية ، وإن كان يصرفها فى التعرف على الناس وخدمتهم ، فهو شخص اجتماعى ، يشغل الناس قدراً من حياته . وهكذا .. فالمال والجهد والوقت هى ممتلكات الشخص الثمينة ، التى يغلب أن يتجه إلى صرفها فى الأمور التى تشغله ، تبعاً للقيم والمعتقدات التى تشكل شخصيته ..ولكى تتعرف على ذاتك بصورة دقيقة ، يمكنك ترتيب هذه الأمور التى تصرف فيها ممتلكاتك الثلاث بصورة تنازلية أى من الأعلى فالأقل ، فما تصرف فيه معظم هذه الممتلكات هو أهم قيمك ومعتقداتك ومحركاتك الشخصية ، والأقل درجة يأتى فى المرتبة الثانية ، وهكذا .. إلى أن تصل إلى تقسيم يشمل كل ما يخصك وبالدرجة التى تشغلها لديك فيكون ذلك مؤشراً لمن أنت ، ومؤشراً لطبيعتك الشخصية ، بل والمداخل التى يمكن من خلالها التأثير عليك .
الطريقة الثانية فى معرفة الذات : (أنــــت .. والأخريـــــــــــن)
الإنسان كائن اجتماعى ، يعيش فى حالة تواصل بالأخرين طوال الوقت ، فهو لا يملك إلا أن يكون كذلك ..
وعلى هذا فالأخرين من حوله يستطيعون أن يرسموا له صورة شخصية ليست بعيدة بدرجة كبيرة عن ذاته الحقيقية ..
خاصة إذا تنوع هؤلاء ، واختلفوا فى درجة وطبيعة العلاقة التى تربطهم بك .. ولذلك فإن هذه الطريقة تقوم على ما يلى :
أن تسأل عدد كبير من الأشخاص من حولك والذين تربطك بهم علاقات مختلفة ، عمل .. صداقة .. أسرة .. جيرة .. ، وتتضمن المجموعة أشكال متنوعة من الشخصيات ، كلما استطعت ذلك ، فتجمع الشخص الانبساطى والانطوائى ، الهادئ والعصبى وغيرها من الشخصيات ..................
ثم تقوم بسؤالهم أن يكتبوا لك ، أو يذكروا لك خصائصك وسماتك التى يرونها من خلال تعاملهم معك .. سواء كانت ايجابية أو سلبية
وعلى الجانب الأخر : تقوم أنت بعمل نفس الشئ ، وهو أن تكتب عنك وبمنتهى الصدق – قدر الإمكان – ما ترى أنه يمثلك من خصائص وقدرات واستعدادات وقيم ومعتقدات ..
ثم .... تجمع ماكتبه الناس لك .. وترى المشترك بينه وتضعه فى جدول بمفرده ، وأترك الذى لم يتفق عليه نسبة أكثر من 50% من الأفراد ، وذلك بالطبع لأنك ستجد اختلافات كبيرة ، فكل شخص سيدركك بذاته ، فالعصبى ربما يراك هادئ .. أو سلبى ، وشديد الإنساطية ربما يراك منطوياً .. وهكذا .. لذلك عليك بأن تجمع فقط ما اجتمع عليه معظم الناس ..
وهنا .... سيكون تجمع لديك ورقتان : الأولى .. ما اتفق عليه معظم الناس على أنها خصائصك
الورقة الثانية : هى التى كتبتها أنت باعتبارها تحوى خصائصك الشخصية كما تدركها أنت ..
ومن خلال المقارنة ، ستجد : من أنت ؟؟ وستتعرف على ذاتك ..
فمن الصعب على أن الناس من حولك - باختلافهم وباختلاف المواقف التى تجمعك بهم - يجمعون على خاصية لديك ، وهى لا تمثل جزء منك ، حتى ولو جزء بسيط .
ستتعلم شئ أخر من هذه الطريقة .. وهو ، أنك من خلال مقارنتك بين ورقتك التى كتبتها أنت عن نفسك وبين تلك التى جمعتها من الناس ، ستعرف كيف تظهر نفسك للناس ، كيف يرونك ، ماهى الرسائل التى تصلهم منك .. ماهى الصورة التى يرسمونها لك ، وبالتالى يختارون الطريقة التى يتعاملون بها معك ..
وهنا ... لن تتوقف الفائدة على معرفتك لذاتك فقط ، بل ستتخطى ذلك لتجيب على أسئلة ربما شغلتك ، لماذا حدث هذا التصرف من ذلك الشخص ؟؟ لماذا رد فعل فلان كان فى الموقف بهذه الطريقة ؟؟
ستجد الإجابة: أنه يحاول أن يتوافق مع ما أظهرته أنت له من خصائص وسمات لديك ..
ونعطى مثال توضيحى لذلك يضحكنى كثيراً ، وأعتبره معبراً عما نقول وهو :
كانت لدى فتاة مراهقة يستشيرنى أهلها فى أمرها ، وهى تتحدث عن أنه لا يوجد من يحبها ، ولا يسعى لإسعادها ، فحتى الهدايا التى يحضرونها لها لا تعجبها ..
وتذكرت موقف محدد .. فسألتها عنه ، فقالت: صديقة ماما كل عيد ميلاد تحضر لى كتاباً، وأنا لا أحب الكتب، وأتمنى لو تأتى لى بهدية أخرى، يبدو أنها لا تحبنى ..
فراجعت معها علاقتها بصديقة والدتها.. فوجدت أنها كلما تحدثت فى التليفون وتحدثت إليها قالت لها أنها تقرأ فى كتاب، وكلما جاءات لزيارتهم، ولكى تهرب الفتاة من الجلوس مع صديقة أمها تمسك فى يدها أحد الكتب من المنزل وتجلس وكأنها تقرأه بشغف ..
فذكرت لها.. إذا تصرف أحد أمامك هكذا، بما ستصفيه؟؟ فقالت: يحب القراءة !!
فقولت لها وإن كنتى تحبيه، وتريدى أن تسعديه فماذا تحضرى له هدية، فقالت كتاباً!!!!!!
وتوقف الحديث لأنها أدركت ما أردت أن أقوله، فما نظهره لمن حولنا .. هو الى يدفعهم للتعامل معنا بطريقة دون الأخرى .. لكى يكسبوا ودنا، ويتواصلوا معنا بشكل أفضل ..
فتعرف على ذاتك .. واظهرها بالطريقة التى ترغب أن يتعامل بك الناس على أساسها
و سوف نتحدث عن نتائج معرفة الذات بالطريقة التى عرضنا لها سابقاً .. والتى كانت تقوم على أن تسأل المحيطين بك عن خصائصك السلبية والايجابية ثم تكتب أنت أيضاً خصائصك من وجهة نظرك الشخصية ، ثم تقوم فى مرحلة ثالثة بعمل ثلاثة مجموعات وسوف نحلل الأن النتائج التى تترتب على اندراج خصائصك فى كل مجموعة من المجموعات الثلاثة وتأثيرها على حياتك وتوافقك مع الأخرين وذلك على النحو التالى :
نتيجة المجموعة الأولى : تضم المجموعة الأولى الخصائص التى اتفق معظم الناس على وجودها لديك وأنت أيضاً تراها فى نفسك ..
وفى حالة وقوع معظم خصائصك فى هذه المجموعة فهذا مؤشر جيد حول أنك تعيش حالة كبيرة من التوافق مع الأخرين ، فكون معظم خصائصك أنت تعرفها ويعرفها عنك الأخرين فهذا يعنى أنهم يفهمونك ، وأنت تظهر لهم ما تحمله بداخلك ، وبالتالى تسهل عليهم إشباع رغباتك ، لأنهم ببساطة يعرفونك .
نتيجة المجموعة الثانية : تضم هذه المجموعة الخصائص التى تعرفها أنت عن نفسك ولا يعرفها الأخرون .. وإذا زادت خصائصك التى تقع فى هذه المجموعة ، فمعنى هذا أنك لن تحصل على الاشباع الكافى من الاخرين ، لأنهم لا يعرفوا خصائصك ، لا يعرفوا ما يسعدك وما لا يسعدك ، لا يعرفونك وقت الغضب ، لا يعرفون أساليبك فى الوصول إلى ما تريد ..
ومن جانب أخر سيعطل ذلك حياتك بقدر ما .. فإذا لم تظهر إمكاناتك فلن تسمح للأخرين بمساعدتك على توظيفها كما يجب .. فكثير من الأمور لا يعرف الاخرون أننا نمتلكها إلا لو قلنا بأنفسنا أننا نعرف أو أظهرنا ذلك فى موقف ما يسمح لهم بفهم تلك الإمكانية ومقدرتى على القيام بها ..
وربما تحرم نفسك من فرص كثيرة ، فقط لأن الأخرين لم يكونوا يعرفوا أن لديك هذه المهارة أو هذه الخاصية أو هذه القدرة أو غير ذلك .
نتيجة المجموعة الثالثة :وهى المجموعة التى تضم الخصائص التى يعرفها الأخرون عنك ، فى حين أنك لا تعرفها أنت عن نفسك ..
ومن المؤكد أن زيادة الخصائص فى هذه الفئة يعنى أنك مخترق من الأخرين ، وأعنى بكلمة الإختراق هنا أن الأخرين يصلون لما لا تعرفه أنت ، أى أنهم يصلون له دون سماح منك لذلك ، لأنك فى وقع الأمر لا تعرف نفسك ..
وهذه المجموعة لها خطورتها بدرجة كبيرة .. حيث أن الأخرين هنا لهم قدرة على توجيهك لرغباتهم ، وتوجيه مشاعرك وافكارك فى اتجاهات ( قد ) تكون ضدك ، أو لا تحمل مكسباً شخصياً لك .. فهم يملكون مانطلق عليه ( مفاتيح شخصيتك ) التى لا تعرفها أنت وبالتالى سيكون استعمالها فى أيديهم ..
هذا بشكل عام مايترتب من نتائج على زيادة خصائصك فى كل مجموعة من الثلاثة .. فى الجزء الرابع من السلسة ، سوف نستخدم ذلك فى تطبيقات عملية على حياتنا المهنية والزواجية والعامة تساعدنا فى فهم ما يدور حولنا ، ومانتعرض له من مشكلات
نتيجة المجموعة الأولى : تضم المجموعة الأولى الخصائص التى اتفق معظم الناس على وجودها لديك وأنت أيضاً تراها فى نفسك ..
وفى حالة وقوع معظم خصائصك فى هذه المجموعة فهذا مؤشر جيد حول أنك تعيش حالة كبيرة من التوافق مع الأخرين ، فكون معظم خصائصك أنت تعرفها ويعرفها عنك الأخرين فهذا يعنى أنهم يفهمونك ، وأنت تظهر لهم ما تحمله بداخلك ، وبالتالى تسهل عليهم إشباع رغباتك ، لأنهم ببساطة يعرفونك .
نتيجة المجموعة الثانية : تضم هذه المجموعة الخصائص التى تعرفها أنت عن نفسك ولا يعرفها الأخرون .. وإذا زادت خصائصك التى تقع فى هذه المجموعة ، فمعنى هذا أنك لن تحصل على الاشباع الكافى من الاخرين ، لأنهم لا يعرفوا خصائصك ، لا يعرفوا ما يسعدك وما لا يسعدك ، لا يعرفونك وقت الغضب ، لا يعرفون أساليبك فى الوصول إلى ما تريد ..
ومن جانب أخر سيعطل ذلك حياتك بقدر ما .. فإذا لم تظهر إمكاناتك فلن تسمح للأخرين بمساعدتك على توظيفها كما يجب .. فكثير من الأمور لا يعرف الاخرون أننا نمتلكها إلا لو قلنا بأنفسنا أننا نعرف أو أظهرنا ذلك فى موقف ما يسمح لهم بفهم تلك الإمكانية ومقدرتى على القيام بها ..
وربما تحرم نفسك من فرص كثيرة ، فقط لأن الأخرين لم يكونوا يعرفوا أن لديك هذه المهارة أو هذه الخاصية أو هذه القدرة أو غير ذلك .
نتيجة المجموعة الثالثة :وهى المجموعة التى تضم الخصائص التى يعرفها الأخرون عنك ، فى حين أنك لا تعرفها أنت عن نفسك ..
ومن المؤكد أن زيادة الخصائص فى هذه الفئة يعنى أنك مخترق من الأخرين ، وأعنى بكلمة الإختراق هنا أن الأخرين يصلون لما لا تعرفه أنت ، أى أنهم يصلون له دون سماح منك لذلك ، لأنك فى وقع الأمر لا تعرف نفسك ..
وهذه المجموعة لها خطورتها بدرجة كبيرة .. حيث أن الأخرين هنا لهم قدرة على توجيهك لرغباتهم ، وتوجيه مشاعرك وافكارك فى اتجاهات ( قد ) تكون ضدك ، أو لا تحمل مكسباً شخصياً لك .. فهم يملكون مانطلق عليه ( مفاتيح شخصيتك ) التى لا تعرفها أنت وبالتالى سيكون استعمالها فى أيديهم ..
هذا بشكل عام مايترتب من نتائج على زيادة خصائصك فى كل مجموعة من الثلاثة .. فى الجزء الرابع من السلسة ، سوف نستخدم ذلك فى تطبيقات عملية على حياتنا المهنية والزواجية والعامة تساعدنا فى فهم ما يدور حولنا ، ومانتعرض له من مشكلات
المرجع:د.داليا الشيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق