كتاب (إن كنت خجولاً)
هَا أنَا ذا أضعُ القدمَ الأُولى في هَذا المجلسِ الصّحيِّ المتكَاملِ بقراءةٍ لكتابٍ كانَ لي فيهِ شأنٌ كبيرٌ في إصلاحِ أقوامٍ كانوا يُعانون من الخَجلِ الشَّديدِ ، وَلولا خَشية الإِطاَلةِ لأريتُـكُم كيفَ امتَلكنِي كريمُ أخلاقكِم.اِعلَمُوا أنَّ كلَّ خَجولٍ مِن نفسهِ أو ذويهِ ، لابدَّ أن يُضعفَ ذلكَ من شخصيتهِ ، لأنّكَ أيّهَا الخجولُ لنْ تَتعاملَ مع أحْجَارٍ وَصُخورٍ لا تُحسُّ بكَ ! أو تتشوّف إلى معرفةِ طَبيعتكَ! ، فالإنسانُ مع جنسهِ أياً كانَ ذكراً أو أُنثى لابدَّ أنْ يتعرَّفَ إلى المحيطِينَ من حَولهِ ، فترى الناسَ يُبصرونَ مَظهَرك من ملبسٍ ومَركبٍ ، وَيحكمونَ عَليكَ من خلالهِ ، ثمَّ مِن حديثِكَ معهُم ، ثمَّ مِن تَصرُّفاتِكَ إليهِم ، حتَّى يتطفَّلُ بعضُهم ليَسألكَ عَن أمُورٍ لا يَسألُ عَنهَا عاقلٌ ، وَقد يَكونُ هذا المتطفِّلُ حَاذقٌ فِي مَعرفةِ الشَّخصيِّاتِ بالتَّجرِبةِ ، إذاً الإنسانُ لابدَّ لهُ مِن شخصيِّةٍ يتخذُهَا مِنهَاجاً لهُ في مسيرتهِ الحيَاتيةِ وإلاَّ ضاعَ في مَعدُودَاتِ الأحْجَار كلٌّ يقذفهُ ، وَلا يُبالي أحَد بوُجودهِ. فالخجولُ يُريد أنْ لاينظرَ إليهِ النَّاسُ ، ولا يَنقدونَ فِعلهُ ، ولا يَشكُرون صَنيعَهُ ، وَلا يحسدون مواهبهُ التي أُوتيهَا ، وَلا يَسألونهُ عمَّا يعلمهُ ، وَلا ولا . . . وهلمَّ جراً !.هذهِ مُقدمةٌ لحديثٍ شقَّ في نفسِي مَشاعرَ الخجُولِ ، حتى تمثّلتُ بالخجلِ كي أعرفَ عنهُم مَا لا يعرفونَ عن أنفسهِم ، ومما قرأتُ عن الخجلِ هذا الكِتَابُ اللطيفُ في شَكلهِ ومَضمونهِ ، وكانَ فيهِ مَا لا يَغلبُ على ظنِّي وُجودهُ عندَ غيرهِ من كتبٍ ، بَيْد أنه سَهلُ العبارةِ ، حَسَنُ الترتيبِ ، فإليكُم أهمّ مَا فيهِ ، سائلاً اللهَ أجراً وفيراً ، وَعلماً نافعاً كَثيراً:قبلَ البدايةِ أقترحُ أنْ تَبتَاعُوا الكِتَاب ، فَسأجعلُ من هذا الموضوع ، حلقاتٌ يجرُّ بعضُهَا بعضاً ، نقفُ فيهِ عندَ صفحةٍ مهمّةٍ بتعليقٍ بسيطٍ ، ثمَّ نَرى من بعدهَا آراءكُم فيمَا يَدورُ فيهَا ، وَأولوية المشاركةِ (للرّهابيين) للخجولينَ ، ونسعدُ بمشارَكةِ غيرِهم أيضاً:قالَ المؤلفُ في الصَّفحةِ (89) :من المظاهر الشائعة في حالات الخجل ما يسمى بـ(إدراك الذات) ويكون ذلك عندما ينتبه الشخص لنفسه ويبدأ بمراقبة حركاته وسكناته وحديثه وتعبيرات وجهه فيفقد العفوية في التعبير والتصرف مما يُوقعه في الارتباك. ومما قاله الجنرال شارل : "لم ألق في حياتي رجلاً عظيماً إلا وهو ينطلق من سجيته في وداعته وبساطته ، أما التصنّع والتظاهر ، فهما أبداً علامة الرجل الذي لا يثق بنفسه". ا.هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق